هل تستطيع فعلاً كشف الصورة الحقيقية من المزيفة؟ ربما عينك تخونك أكثر مما تتخيل…
هل تظن أنك تملك عينًا لا تخطئ؟ وأنك قادر على فضح أي صورة من إنتاج الذكاء الاصطناعي بمجرد نظرة واحدة؟
تخيّل أنك تتصفح هاتفك ليلًا، تمرّر سريعًا على صور أصدقائك، وأخبار عاجلة، ومناظر طبيعية ساحرة. تبتسم أمام صورة غروب مذهل على شاطئ لم تزره من قبل، أو لقطة لوجه مشهور يبدو وكأنه التقط قبل دقائق. الآن… ماذا لو قلت لك أن نصف هذه الصور لم يلتقطها أي مصوّر، ولم يرَها أحد بعينه؟
 |
| هل تستطيع حقًا كشف الصورة الحقيقية من المزيفة؟ اختبار مايكروسوفت قد يغير إجابتك! |
قبل بضع سنوات، كان إنتاج صورة مزيفة عالية الجودة يتطلب خبرة في التصميم وبرامج معقدة. اليوم، بضغطة زر وعبارة نصية قصيرة، يمكن لأي شخص — حتى طفل في المدرسة — أن ينشئ صورًا مذهلة لدرجة تجعلك تشكك في نظرك.
تكنولوجيا توليد الصور بالذكاء الاصطناعي لم تعد مجرّد أداة للمصممين أو شركات الإعلان، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في عالم الأخبار، التسويق، وحتى التلاعب بالرأي العام. صور مناظر طبيعية لم توجد قط، وجوه لأشخاص لا وجود لهم، مشاهد لمدن لم تُبْنَ بعد - كلها قابلة للإنشاء خلال ثوانٍ.
في دراسة عالمية ضخمة، قررت مايكروسوفت أن تعرف مدى قدرة البشر على كشف الصور المزيفة. جمعت أكثر من 12,500 مشارك من قارات مختلفة، وطلبت منهم الإجابة على سؤال بسيط:
"هل هذه الصورة حقيقية… أم من إنتاج الذكاء الاصطناعي؟"الصور تنوّعت بين وجوه أشخاص، مناظر طبيعية، لقطات من الحياة اليومية، وحتى مشاهد حضرية لمدن مكتظة.
النتائج؟ من أصل 287,000 إجابة، جاءت نسبة الإجابات الصحيحة 62% فقط. أي أنك لو رميت عملة معدنية لتختار عشوائيًا، قد تقترب كثيرًا من النتيجة!
وهذا ما يجعل الأمر أخطر: المزيف لم يعد بحاجة إلى أن يكون "مثيرًا للشبهة" كي ينجح في خداعك.
وللتعامل مع هذا التحدي، تقترح الشركة إضافة علامات مائية (Watermarks) وبيانات تعريفية (Metadata) توضح مصدر الصورة، لكن هذه الوسائل يمكن إزالتها بسهولة عبر برامج التحرير.
المفارقة المدهشة أن أفضل أداة لكشف الصور المزيفة ليست عينك، ولا حتى خبرتك، بل ذكاء اصطناعي آخر!
مايكروسوفت استخدمت أداة داخلية اعتمدت على خوارزميات متقدمة، ونجحت في كشف الصور المزيفة بدقة 95% على نفس الاختبار.
النتيجة؟ في معركة الصور المزيفة، البشر لا يمكنهم مجاراة الخوارزميات… إلا بخوارزميات أخرى أقوى.الأدوات في متناول الجميع… والمخاطر أكبر مما نتصور
اليوم، لم يعد إنتاج صورة مزيفة حكرًا على شركات التكنولوجيا الكبرى. أدوات مثل Imagen 3 من جوجل، أو قدرات توليد الصور في ChatGPT، أصبحت متاحة مجانًا. يمكن لأي شخص أن يخلق صورًا واقعية إلى حد الإقناع، أو حتى وثائق مزيفة يصعب كشفها.
هذا التطور المذهل يفتح الباب أمام إبداع غير محدود…
- الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة
- الحملات السياسية الموجهة
- عمليات الاحتيال الرقمي
- التشويه الشخصي أو الابتزاز
إذا كنت تعتقد أن عينك حادة بما يكفي، مايكروسوفت تدعوك لخوض التحدي: اختبار بسيط يضعك أمام صور حقيقية وأخرى مزيفة، وعليك الحكم. النتيجة ستخبرك ما إذا كنت أفضل من متوسط مستخدمي الإنترنت… أم أنك ضحية سهلة للخداع البصري.
🚀 جرّب بنفسك الآن:
اختبار مايكروسوفت لتمييز الصور الحقيقية والمزيفة
كيف تدرب عينك لكشف الصور المزيفة؟
رغم أن الذكاء الاصطناعي أصبح بارعًا في خداعنا، هناك بعض الحيل التي يمكن أن تزيد من فرصك في اكتشاف الصور الزائفة، حتى لو بنسبة بسيطة:- دقق في التفاصيل الصغيرة: في الصور المزيفة، قد تجد أشياء غير منطقية: أيدٍ بعدد أصابع غير طبيعي، ظلال غير متناسقة، أو انعكاسات غريبة في العيون أو الزجاج.
- انتبه للخلفيات: غالبًا ما تكون الخلفيات في الصور المولدة آليًا أقل دقة من العناصر الرئيسية، فابحث عن أشياء ضبابية أو غير واضحة أو متكررة بشكل غريب.
- افحص الإضاءة والظلال: إذا كانت الإضاءة تسقط من جهة معينة، يجب أن تتوافق الظلال مع نفس الاتجاه. الصور المزيفة أحيانًا تكشف نفسها في هذه النقطة.
- ابحث عن العيوب في النصوص أو العلامات: الذكاء الاصطناعي ما زال يخطئ في كتابة الحروف أو الأرقام على اللوحات والشعارات خاصتا اللغة العربية.
- استخدم أدوات التحقق: هناك مواقع وأدوات مثل Google Lens أو AI Image Detector يمكنها كشف مصدر الصورة أو تحليلها لمعرفة إن كانت مولدة آليًا.
