كل ما تريد معرفته عن Android 16

قررت الشركة تسريع دورة التحديثات، بحيث يمكن إصدار نسخ رئيسية بمعدل أسرع، بهدف إيصال الميزات والتحسينات إلى المستخدمين دون انتظار حدث سنوي. هذا التغيير يعزز قدرة المطورين على مواكبة التقدم السريع في عتاد الهواتف ويدفع بالابتكار بشكل أسرع في النظام البيئي لنظام Android.

متى يصدر Android 16؟

بدأت Google بطرح Android 16 تدريجيًا، حيث انطلقت نسخة المطورين الأولى في نوفمبر 2024، تلتها نسخة ثانية في ديسمبر، ثم توالت الإصدارات التجريبية من يناير وحتى أبريل 2025.

كما تخطط Google لإطلاق تحديث فرعي "Features Only" في الربع الثالث من العام، وتحديث آخر في نهاية السنة يتضمن تحسينات إضافية دون تغيير في سلوك النظام.

الهواتف المتوافقة مع Android 16

في المرحلة الحالية، الأجهزة التي حصلت على نسخة Android 16 التجريبية تشمل معظم هواتف Pixel ابتداءً من Pixel 6 وحتى سلسلة Pixel 9، بما في ذلك الطرازات القابلة للطي واللوحية مثل Pixel Fold وPixel Tablet. 

أما الشركات الأخرى، مثل Samsung وXiaomi وOnePlus، فلم تعلن بعد بشكل رسمي عن الأجهزة المتوافقة، لكن من المتوقع أن تدعم الهواتف الرائدة مثل Galaxy S22 فأحدث. عمومًا، تعتمد الشركات على سياساتها الخاصة في تحديث الأجهزة، وقد لا تشمل التحديث جميع الفئات، خاصة الهواتف الاقتصادية ومتوسطة المواصفات.

أهم ميزات Android 16

يحمل Android 16 عددًا كبيرًا من الميزات التي تستهدف مختلف جوانب الاستخدام. فبالإضافة إلى التحسينات الأمنية والأداء، أضافت Google وظائف عملية مثل عرض الإشعارات المباشرة (Live Updates)، ودعم أفضل للأجهزة القابلة للطي، ومزايا متقدمة لإدارة البطارية.

 كما أدخل النظام تحسينات على واجهة المستخدم لتوفير تجربة أكثر سلاسة وتنظيمًا. هذا التحديث ليس مجرد تحسين شكلي، بل يعكس فلسفة Google الجديدة في جعل Android أكثر مرونة وقابلية للتخصيص مع دعم واسع لمختلف أنواع الأجهزة والسيناريوهات اليومية.

تحسينات للهواتف القابلة للطي والأجهزة اللوحية

كانت تجربة Android على الأجهزة اللوحية والهواتف القابلة للطي تعاني من ضعف في التكيف مع الشاشات الكبيرة والمتغيرة. مع Android 16، تم معالجة هذه المشكلة بشكل جذري. أصبح بإمكان التطبيقات الآن العمل بأي حجم أو نسبة عرض، حيث لم يعد المطورون قادرين على تقييد الأبعاد. 

Bluetooth LE Audio وتعدد الأجهزة

أدخل Android 16 تحسينات نوعية على تجربة الصوت اللاسلكي، وخاصة للأجهزة التي تدعم تقنية Bluetooth LE Audio. يمكن الآن للمستخدم ضبط الصوت المحيطي لكل جانب من سماعة الأذن بشكل منفصل، ما يمنح تحكمًا دقيقًا بالتجربة السمعية. كما أصبحت هناك إمكانية للتبديل السريع بين الميكروفونات المدمجة في الهاتف والسماعة خلال المكالمات. 

أبرز ميزة في هذا المجال هي دعم Auracast، التي تتيح بث الصوت إلى أكثر من جهاز بلوتوث في وقت واحد، ما يسمح بعدة مستخدمين بالاستماع إلى نفس المصدر دون الحاجة لمشاركة السماعة، وهي ميزة مثالية للمشاركة الجماعية للمحتوى الصوتي.

الإشعارات المباشرة (Live Updates)

واحدة من أكثر الميزات المنتظرة في Android 16 هي الإشعارات المباشرة، أو Live Updates، وهي خاصية تتيح عرض المعلومات المتغيرة لحظيًا من التطبيقات في مركز الإشعارات دون الحاجة لفتح التطبيق. على سبيل المثال، يمكنك متابعة تقدم طلب الطعام، نتيجة مباراة، أو حالة الرحلة الجوية مباشرة من الشاشة الرئيسية.

 هذه الميزة مستوحاة من "Live Activities" في نظام iOS، وتوفر تجربة أكثر تفاعلية وسلاسة. حاليًا، تعمل Google على دعم التطبيقات لتطبيق هذه الميزة، على أن تكون متاحة بشكل فعلي للمستخدمين بدءًا من العام 2026.

فصل الإشعارات عن الإعدادات السريعة

تسعى Google من خلال Android 16 إلى تنظيم واجهة المستخدم بشكل أكثر كفاءة، ومن أبرز خطواتها في هذا السياق فصل مركز الإشعارات عن الإعدادات السريعة.

 في السابق، كانت جميع هذه العناصر تُعرض في نفس المساحة، ما كان يؤدي إلى تكدس المحتوى وصعوبة الوصول. مع التحديث الجديد، سيتمكن المستخدم من التنقل بين الإشعارات والإعدادات بسرعة عن طريق السحب، كما هو الحال في نظام iOS وبعض واجهات Android المعدلة. هذه الخطوة تساهم في تحسين الاستخدام اليومي وتقديم تجربة أكثر تنظيمًا وعملية للمستخدمين.

تحسين عرض الإشعارات على شاشة القفل

في Android 16، أولت Google اهتمامًا خاصًا لكيفية عرض الإشعارات على شاشة القفل، لتقليل الفوضى وتعزيز الجمالية. تم تقديم وضع جديد يُعرف باسم "الإشعارات المدمجة" أو "المدمجة في كبسولة"، والذي يعرض التنبيهات في شكل مضغوط يسهل تصفحه دون أن يغطي الخلفية أو يربك المستخدم. 

هذا التحديث مفيد جدًا للمستخدمين الذين يفضلون شاشة قفل أنيقة وخالية من التشويش، مع إمكانية التحقق من الإشعارات دفعة واحدة من خلال قائمة منسدلة. وهو خيار اختياري يمكن تفعيله أو تعطيله حسب التفضيل الشخصي.

دعم تنسيقات الفيديو المتقدمة (APV)

يتضمن Android 16 دعمًا لتنسيق فيديو جديد يُدعى APV (Advanced Professional Video)، تم تطويره بالتعاون مع Samsung، ويستهدف بشكل خاص المحترفين في مجالات التصوير والإنتاج. يتيح هذا التنسيق تسجيل فيديو بجودة عالية جدًا تصل إلى 8K مع عمق لوني 10-بت ودعم للألوان بنطاق HDR10 وHDR10+. 

كما يسمح بإجراء عمليات ترميز وفك ترميز متكررة دون فقدان الجودة. أيضًا، يدعم ميزات متقدمة مثل الطبقات الشفافة ومعاينة متعددة الزوايا. هذه التحسينات تجعل من Android منصة قوية ليس فقط للاستخدام اليومي، بل أيضًا للإنتاج الاحترافي عالي الجودة.

تنبيهات تغيير المنطقة الزمنية

من المشاكل التي واجهها المستخدمون عند السفر هي الغموض حول الساعة المعروضة على هواتفهم، وهل تعكس التوقيت المحلي أو توقيت البلد الأصلي. في Android 16، تم حل هذه المعضلة عبر تقديم إشعار ذكي يُظهر تغيير المنطقة الزمنية بشكل واضح، ويذكر المستخدم بأنه "أصبح الآن في توقيت GMT+2" مثلًا. 

هذا الإشعار يساعد في تفادي الالتباس، خاصة في رحلات العمل أو عند جدولة الاجتماعات. ويمكن للمستخدم تفعيل أو إيقاف هذا التنبيه من الإعدادات، حسب رغبته في تلقي هذا النوع من المعلومات.

تحسينات في واجهة المستخدم

واصلت Google مع Android 16 تحسين واجهة المستخدم ضمن إطار تصميم Material You، حيث أُعيد تصميم بعض التطبيقات الأساسية لتكون أكثر انسجامًا وسهولة في الاستخدام. من بين أبرز هذه التحديثات، نذكر تطبيق الهاتف الذي حصل على قائمة خيارات أكثر وضوحًا وتصميمًا متوافقًا مع ألوان وخلفية الشاشة. 

كذلك، تم إعادة تنظيم إعدادات النظام بطريقة تجعل التنقل بينها أكثر سلاسة. هذه التغييرات ليست جذرية، لكنها تقدم لمسة عصرية وموحدة تساهم في تحسين تجربة الاستخدام اليومي دون المساس ببساطة النظام.

تحسين نظام التنقل بثلاثة أزرار

رغم أن Google تروّج بشكل متزايد لنظام التنقل عبر الإيماءات، إلا أن الملايين من المستخدمين ما زالوا يفضلون نظام التنقل الكلاسيكي بثلاثة أزرار. في Android 16، قررت الشركة دعم هذا النظام بميزة "العودة التنبؤية"، التي كانت حكرًا على التنقل بالإيماءات. 

عند الضغط مطولًا على زر الرجوع، يظهر معاينة للشاشة السابقة، مما يسمح للمستخدم باتخاذ قرار بالرجوع أو البقاء في التطبيق. هذه الميزة ترفع من مستوى التفاعل البصري وتجعل التنقل أكثر فاعلية وسلاسة، خاصة في التطبيقات المعقدة التي تحتوي على طبقات متعددة.

التخصيص عبر زر التشغيل

عادة ما يؤدي الضغط المزدوج على زر التشغيل إلى فتح الكاميرا مباشرة، وهي وظيفة مفيدة في التقاط الصور السريعة. لكن Android 16 يقدم خيارًا جديدًا يسمح للمستخدمين بتخصيص هذا السلوك. يمكن الآن تعيين Google Wallet كبديل للكاميرا، ليتيح للمستخدمين وصولًا سريعًا إلى وسائل الدفع، بطاقات الهوية، وبطاقات الصعود للطائرة.

 ورغم أن الخيارات المتاحة لا تزال محدودة حاليًا، إلا أنها تعكس اتجاه Google نحو مزيد من التخصيص. من المتوقع أن تُضاف تطبيقات أخرى في المستقبل، مما يمنح المستخدم مرونة أكبر حسب احتياجاته اليومية.

دعم تسجيل الشاشة الخارجية

ميزة جديدة في Android 16 تهم المستخدمين المحترفين أو من يجرون شروحات تقنية، وهي إمكانية تسجيل ما يتم عرضه على شاشة خارجية متصلة عبر HDMI. كان بإمكان المستخدمين من قبل التقاط لقطات شاشة، لكن الآن يمكنهم تصوير فيديو مباشر بجودة عالية من الشاشة الخارجية. 

يُسجَّل المحتوى بنفس طريقة تسجيل شاشة الهاتف، ويحفظ بشكل منفصل لتجنب الخلط بين التسجيلات. لا يمكن استخدام هذه الميزة في أوضاع النسخ اللاسلكي مثل Chromecast، ما يضمن أن تُستخدم فقط في الحالات المتوافقة تقنيًا، مما يعزز الدقة والكفاءة في إنجاز المهام.

تحسين سرعة تثبيت التطبيقات

Android 16 يُحدث فرقًا كبيرًا خلف الكواليس من خلال تحسين عملية تثبيت التطبيقات، خاصة على الأجهزة ذات المواصفات المتوسطة أو الضعيفة. يقوم النظام الآن بنقل جزء من المهام الحسابية أثناء التثبيت إلى خوادم Google السحابية، مما يخفف العبء على الجهاز ويُسرّع ظهور التطبيق وجاهزيته للاستخدام.

 هذا التغيير مفيد بشكل خاص في الدول أو المناطق التي تنتشر فيها الهواتف الاقتصادية. مع هذه الميزة، أصبح بإمكان المستخدمين تثبيت التطبيقات في وقت أقل وبدون التأثير بشكل كبير على الأداء أثناء التثبيت، ما يجعل التجربة أكثر انسيابية وراحة.

تحسينات في إدارة البطارية

مع Android 16، تضيف Google مجموعة أدوات جديدة لإدارة البطارية بذكاء أعلى. أصبح بإمكان المستخدم تفعيل خيار يحد من الشحن إلى 80% لحماية البطارية على المدى الطويل، إلى جانب خاصية تكييف سرعة الشحن حسب نمط الاستخدام اليومي. كما تمت إضافة خيار لإعادة معايرة البطارية، مما يسمح بقياس دقيق لمستوى الصحة العامة للبطارية.

 وهناك أيضًا قسم جديد في الإعدادات يُظهر نسبة التدهور في البطارية وعدد دورات الشحن الكاملة. إلا أن هذه الميزات تقتصر حاليًا على هواتف Pixel 8a وما بعدها، مما قد يثير الجدل بين مستخدمي الإصدارات الأقدم.

تحديثات في المهام المتعددة

يحسن Android 16 تجربة المهام المتعددة من خلال تقديم خيار جديد لتقسيم الشاشة بنسبة 90:10، إلى جانب النسب السابقة مثل 50:50 و70:30. هذه النسبة تتيح إبقاء تطبيق أساسي يحتل معظم الشاشة مع إبقاء نافذة صغيرة للتطبيق الثانوي يمكن التبديل إليها عند الحاجة.